S.A Stoners ©
 

مقال لمحرر مجلة الوطن: كاظم صالح
[email protected]


اصبح تداول كلمة الفن والفنان مُبتذلا في الأعلام العربي، وتم تجريدها من سموه الأبداعي وبريقها السحري والقيم الجماليه والفلسفيه والخبره الحياتيه والحلم والخيال التي يستمد منها الفنان الحقيقي رؤيته. وصارت صفة الفنان تُطلق على كل من يمتهن حرفه لها علاقه بالموسيقى والغناء والتمثيل والتهريج والرقص الأستعراضي وبائعات الهوى في الملاهي والنوادي الليليه. اما الأحط مستوى في هذا الوسط الفني العربي!! تُسميه الفضائيات والمجلات والصحف العربيه بالنجم! والأقل تفاهة بالفنان الكبير احتراما لكبر سنه او سنها اما المُتصابيه و المُتصابي تمنحه رتبة الفنان القدير....الخ بهدف تسويق برامجها وصحفها الهزيله لجمهور مغلوب على امره.ا

الفن هو تفسير الأنسان للحياة في تجسيد تعبيرلرؤيا ابداعيه بعمل موسيقي، او تشكيلي، او معماري، او مسرحي وسينمائي او أدبي يمكن التعرف عليه وفهمه على مستوى العالم.ا

نظرا لصعوبة تعريف ماهو الفن، والناس المعنيون بفلسفة الفن ينقسمون الى فئتين: فنانون يميلون الى الفلسفه وفلاسفه يتذوقون الفن وهم قادرون على التمييز بين الفن الحقيقي والفن الزائف وتحديد الأعمال الفنيه من غير الفنيه كما يستطيعون بيان مالذي خدع الناس ودفعهم الى الأعتقاد بانها فن. تُعتبر الفنون جميعها مُحاكاة للطبيعه والحياة. واعني بذلك ان الرسم والموسيقى والنحت والعماره والأدب والدراما ماهي الا تعبير عن افكار انسانيه تحاول اعادة انتاج مايسترجع من صور. الفنان الخلاق يستخدم خزين الخبرات السابقه المتراكمه في الذاكره ومن خلالها يُبدع شيئا هو نتيجة تصوره الخاص لكنه في الأساس لا يعدو ان يكون الحياة ذاتها باطار فني.ا

الغرض من الفن هو اثارة الأحاسيس والأثاره العاطفيه يجب ان لا تكون مجرد تأثير عابر، بل يجب ان تكون قوة العاطفه الجياشه على المُتلقي بالغة العمق بحيث يبقى بعد زوال المؤثر المباشر انطباع دائم يثير التفكير. وما لم يحفز العمل الفني المشاعر والأفكار لايمكن اعتباره عملا فنيا. الأثاره وحدها التي يحدثها العمل الفني غير كافيه لأعطاء المُتلقي ما يفكر فيه، ولكنها ايقضت تجاربه الذاتيه، وتصوراته وافكاره عن الحياة ودفعتها الى دائرة الأدراك والعمل. وهو قد يدفع الأنسان لأدراك اسرار الحياة بعمق وعلاقة الأنسان بها. ومعرفة القوى الأساسيه والغيبيه التي تشكلها مثل الله والطبيعه والكون.ا

واذا اردنا ان نفهم من اين وكيف استمد العمل الفني القوه التي تُحرك احاسيسنا ومشاعرنا او التي تجعلنا نفكر بعمق، يجب علينا ان نرجع الى الفنان نفسه، لكي ينقل الفنان المُبدع هذه القوه من تعبيره الفني، ينبغي عليه اولا ان يمتلك في داخله موهبه عبقريه تمكنه من الأنفعال عاطفيا وذهنيا ازاء شئ ما في الحياة، هذا الشئ في الدراما هو الأنسان من حيث علاقته بالبيئه او الأحداث المُحيطه به وردود افعاله تجاهها. ومن خلال قدرته الكبيره على الأنفعال يستطيع الفنان بدوره ان يحرك مشاعرنا. ومن ثم فان الغرض من الفن هو اثارتنا وتحريضنا عاطفيا وذهنيا بنفس الطريقه التي التي انفعل بها الفنان عندما تلقى الهامه للخلق من الطبيعه.ا

لكل فن من الفنون عباقرته الذين ابدعوا الروائع دون مساعدة مدرب او معلم. ولم تشذ الدراما عن هذه القاعده. وكثيرا ما تُستخدم هذه الحقيقه كحجه على ان المدرسين لا ضروره لهم وانه اذا كان عند الشخص قدره على الأبداع كممثل او مخرج او موسيقي او تشكيلي او كاتب مسرحي، فأنه سوف يخلق ويبتكر. ان الأساتذه الكبار فعلوا هذا في الماضي وسوف يكررون ذلك في الستقبل. هذا صحيح، لكن النتيجه المترتبه على هذا ان كل موهبه سوف تجد التعبير الخاص بها قول غير دقيق. فلكم اندثر كثير من اعظم الموهوبين دون ان يعرفهم او ينتبه اليهم احد لأنهم كانوا يفتقرون الى الوعي المعرفي بالشكل والذهن الأستدلالي الذي ينظم ويرتب افكارهم.ا

ان تذوق الفن ليس بالنسبه لمعظمنا رد فعل او انفعال تلقائي. فروائع الفن لا تثير انطباعا لدى العين والأذن غير المدربه وغير المعتاده وهذا لا يقتصر على عدد محدود من الأفراد بل يشمل ذلك جماهير غفيره من الناس ينبغي تدريبها على تذوق الأعمال الفنيه بمختلف انواعها من اجل رفع مستوى الذائقه الفنيه عند الناس من مختلف شرائح المجتمع وطبقاته حتى يمكنها التمييز بين الفن الحقيقي والفن الزائف. الفن الراقي ليس حكرا لشريحه او طبقه معينه، الفن الجاد لكل الناس.ا


\الكاتب



Leave a Reply.